قرائي الأعزاء
عام سعيد، و عمر مديد.
لمن أراد من أشعاري المزيد، فلكل ما يريد.
لكن و بعد اليوم، المجيء لهذا الرابط لن يفيد، فتعالوا لموقعي الجديد، و اقرؤوا قصائدي، فهي قصدي، و هي بيت القصيد.
أخوكم : محمد المختار
كتبت قصيدة قبل أن أراك
لأتحداك
تحديت قبلك نساء الدنيا
و حاربت رجالا و جيوشا
و لم يقف في وجهي إلاك
سجلت تواريخ نصري
و زينت برؤوس الأعداء أسوار قصري
و لم يهزم قلعتي سواك
سيدتي
في الحب ما أبهاك
في الحرب ما أقواك
و أنا هازم دنيا النساء
هزمتني دنياك
أنا ساحر الشعر
أخرست شعري عيناك
فاليوم سيدتي
سأنزل للساحة
قد حان وقت لقياك
قد اتخذت مواقعي
فخذي مواقعك
و اقرئي دعواك
فأنا اليوم عازم
و أتحداك
سأثأر لضعفي سيدتي
و سأغزو أرضك
و سماك
و سأسقط عرشك سيدتي
و أحصي جرحاك و قتلاك
و اعترفي بنصري سيدتي
فجهلك و صبري
هزماك
وقعي استسلامك سيدتي
و كفاني حربا
و كفاك
ما عدت على حربك أقوى
يوما آخر
فرحماك
اذهب
اذهب إذا يوما مللت مني
لا عليك
اتهم الأقدار و اتهمني
أما أنا
فسأكتفي بدمعي و حزني
فالدمع كبرياء
و الحزن كبرياء
و الصمت مرض و شفاء
اغضب
فأنت حقا رائع حين تثور
اغضب
و سأبقى
و لن أجري كجرذ لأقرب الجحور
كن عاصفا
كن ممطرا
فمن مطرك سأرتوي
و أضع أرق العطور
كن جارحا
كن مجحفا
فلولا جرحك
ما كتبت ملايين السطور
فأنت كالأيام
رسمت لي بعض الوعود
و الأوهام
ثم أيقظتني بيديك
لتشد حبل الإعدام
و قبل أن تذبحني
قرأت علي السلام
لدي أشعار
لكي لا تضيع
قررت أن أبيع
الآخرون قبلي باعوا
و لحقي أضاعوا
و استطاعوا
فلم لا أستطيع؟
الشرف؟
أصبح في زمننا إشاعة
ليس هذا زمن الشرف
بل زمن الوضاعة
فمرحى لكل وضيع
لم يعد الشرف إلا واحدا
من آلاف المشاريع
لا تخافوا
فليس هذا إلا وصفا
لواقعنا المريع
كلنا اليوم نساق
إلى المذبح
حيث سيذبح كل القطيع
و أنا ذبحت بالأمس
و سأذبح غدا
و سأذبح بعد غد
و بعد أسابيع
لكن
و قبل أن أذبح
سأبيع
جاء
وجدني أرتشف قهوتي
ككل مساء
"هل المكان شاغر؟"
نطقها لسانه
بكل خيلاء
ذكرني بخرير المياه
بصوت الشروق
برمال الصحراء
رأيت فيه آلاف الخيول
رأيت فيه فرحا لا يزول
يأتي من نجوم السماء
سمعت في صمته أشعارا
بنيت في خيالي قصورا و أسوارا
و استفقت على صوت نداء
نادته فأجاب
أومأ لي برأسه
ثم خرج من الباب
و في رمشة عين
طاب له الذهاب
و سألت نفسي الغبية الحمقاء
أ حقيقة رأيت أم خيال؟
أ فارس مر أمامي، أم تمثال؟
أ و حقا كان هنا؟
أ حقا جاء؟
لم أعد أدري
لم أعد أفرق بين الخانات
لم أعد أعرف أما زلت حيا
أم أنني في عداد الأموات
سريعا يمر العمر
سريعا تمضي الثواني
و الدقائق
و الساعات
كالمياه تجري في جداول
و في الصخر تنحث الطرقات
فما يدريني
إلى أين تأخذني تلك الأوقات
أ إلى فرح تأخذني
أم إلى ترح و آهات
و ما يهمني
لا يهمني ما حدث بالأمس
لا يهمني ما فات
المهم أنني اليوم فهمت اللعبة
و دخلت الميدان
و بدأت المباراة
و اجتزت امتحاناتك
و تفوقت
و أخذت أعلى الدرجات
فضعي يديك في يدي
و رافقيني إلى شاطئ البحر
لنلقي بالذكريات
و ابتسمي
و تذكري أنه بعد مرور الأمواج
لن يبقى لنا
غير هذه اللحظات
كفاك سيدتي
كفاك من الأعذار
قد انتهت مسرحيتي
منذ ساعة
و أسدل الستار
غادر الجمهور قاعتي
و طلعت شمس النهار
لا تحاولي إقناعي سيدتي
فحججك واهية
و رأيي يكسر أعتى الأحجار
لا تحاولي ضمي
فأنا اليوم شعب
يكره الاستعمار
لا تقتربي مني سيدتي
فأنا اليوم إعصار
و حروب
و دمار
و برد
و جوع
و حصار
فافهمي، و اعترفي
فما صار قد صار
فما فائدة الإصرار؟
ما فائدة الإنكار؟
اليوم سيدتي
لكل منا طريق
لكل منا مسار
فانطلقي بعيدا عن أرضي
فأرضي لا تسع الصغار
ثم قولي كل الكلام
و اكتبي كل السطور
و اضغطي كل الأزرار
لكنني اليوم أعرف
أني يوم عرفتك كنت
وهما لعاشق مغوار
اليوم آخر يوم في حياتي
ثم سترحلن
اليوم آخر شروق للشمس
ثم ستذهبين
فلا تشفقي علي
لا تفكري في هذا المسكين
فأنا قوي
أو أتظاهر
بأني قوي متين
قد أبتلع دموعي
و أضحك
و أكذب على الملايين
أصنع زنزانة من ذكرياتك
و ألتجأ إليها
كلما قضني الحنين
و قد أهيم في الأرض
باحثا عنك
بضعة أيام
و بضع سنين
دعك مني الآن
فقد قاومت هجرك
و صرخت في وجهك
و اليوم أقبل
و أستكين
و ماذا بيدي
فأنا اليوم بين يديك
و بالصبر عليك أستعين
سأسكت و لن أزعجك
لن أزعجك ببكاء
لن أزعجك بأنين
لن أطلب غير الرحمة
فارحميني
و اذبحيني بألف سكين
وجه بشوش
ابتسامة جميلة
و مظلة
كلمات خفيفة
ابتسامة خفيفة
أمطار خفيفة
و ملاك أخاف أن أخيفه
"يسرني لقاؤك سيدي"
ما أحلى شفتيك
ما أحلى هته الجملة
أفقدت سيدك وقاره
أفقدت سيدك عقله
سيدك عالم بقلوب النساء
و اليوم رآك
فاكتشف في عينيك جهله
تمنى لو كان طفلا بين يديك
لو كان شعرا بين شفتيك
لو كان في مائدتك
لقمة سائغة سهلة
تمنى لو توقف الوقت للحظات
لو أهداك ورودا بالمئات
لكن سيدك يخشى السيدات
فهو معكن أحمق أبله
فانتظريني اليوم
تحت المظلة
فأنا قادم
لأوقف المطر
لأوقف الشمس
لأوقف دوران الأرض و القمر
و أقيم في الجنة حفلة
أدركيني
قد ذهب عقلي
أدركيني
ضيعت إسمي
قد لذ للأعداء عرضي
و نهشوا شحمي و لحمي
لا تسألوا التاريخ عني
لن يشفع التاريخ ليومي
لا تذكروني بمفاخر
أفلت يوم أفل نجمي
يوم قبلت أن أعيش
في الشتات من دون حزم
يوم تناسيت إخوتي
و نسيت أولاد عمي
فلا تترددوا عن هجائي
و لا تتواروا عن ذمي
فلا أستحق اليوم إلا
أن ينزل للقعر سهمي
رحماك ربي ظلمت نفسي
و ما رأيت أظلم من ظلمي
فارسا كنت و اليوم صرت
خاويا كهيكل عظمي
