درس في الرّسم

كانت هناك
حيث كنّا معاً
كانت أستاذة رسم لقسمي
كانت ممسحة ورد، تمسح جسمي
كانت عروق يدها ترسم
أوّل حروف اِسمي

كانت ضحكاتها تفرحني
ودموعها لقلبي تدمي
كانت نظراتها تخجلني
وعلى صدري تخط أجمل وشم
أربكْتِني أستاذتي و حيّرْتِني
معك ما أحوجني إلى الحسم

أحكي حكايتك أستاذتي
فهل من يَعيني من عرب و عجم
أستاذتي كثرت فضائحي
فأغدقي وقارك، لا تهتمّي
فأنا لا أزال ذلك المشاغب
أتنقّل من كوكب لنجم
أرحل، أسافر، ألعب
ثمّ أرمي
أزور كواكبكِ، نيازككِ
ثمّ أعود إلى حجمي
أزن طنا ثمّ قيراطين
فأعيديني للوزن الرسمي

أستاذتي، محبوبتي
كتبت أسماءكِ بلغات متعدّدة
لكنّكِ فضّلتِ الحرف الرّقمي
لكنّي سامحتكِ أستاذتي
فلقلبك لا زلت عاشقاً
و لقلعتكِ لا أزال أحمي

لا تثقلي عليّ أستاذتي
اِقلبي كراسيّك و اجلسي
ثمّ قُومي مع قَوْمي
خبّريهم عنّي قصصك
و أسبحيهم في زخمي
أخبريهم أنّي كنت نسراً
طار يوماً فبعض يوم
أخبريهم أنّي كنت حوتاً
ابتلعته فراشة دون جرم

أتعبني اشتياقك أستاذتي
فاشتياقي لا يحتاج لجزم
فعودي سريعاً
فقد اشتاق النهار لشمسكِ
و اشتقت لدروس الرّسم