تصريحٌ بالدّفن
جئت أرجو حضرتكم...
أريد بعد إذنكم...
شهادة حياةٍ، و تصريحاً بالدّفن
المداد؟ اشتريت مداداً و قلماً
و جهزت أحسن كفن
المعلوم؟ و كيف لي أن أنساه؟
أحضرت لك فخر بلدتنا
و هل تصدّر بلدتنا غير الجبن؟
شهودي؟ ليسوا رجالاً بل نساءٌ
سبقتهنّ قليلاً، يبدو أنّهنّ تأخّرن
أردن تصريحاً و شهادة مثلي
لا يضيرهنّ إن انتظرن
ظننتم أنّي كاذبٌ؟ أنّي ميّتٌ؟
كلاّ بل أسئتم الظنّ
حيٌّ أو ميّتٌ، سيّان عندكم
المهمّ عندكم المكيال و الوزن
إن رخصت دمائي فبئس قيمتي
و إذا غلت دمائي فسومتي طنّّ
فاقضوا حاجتكم منّي، فمثلي كثيرٌ
ثمّ أعملوا في جسدي بالخَبز و العَجن
فإذا فرغ الطبّاخ من كعكتي
فأضرب لكم موعداً في باب الفرن
شهادة وفاتي مشكلة إرثٍ
لي أختين، احترت هل ترثن
أمّا مختار القرية، فإرثه واجبٌ
إن أراد له النّصف، و إلاّ فله الثُّمن
أيستأذن مختار القرية ليرثني؟
و هل مثله يطلب الإذن؟
له داري، نقودي و ضيعتي
و مزارع اللّيمون و القطن
له كلّ ما سمعته أذنٌ
و ما لمحته عين
هنيئاً مريئاً لسيادته
بما جمعته تلك البطن
فإن أردتم اعترافي
فهاكم إمضائي
و ليس عليكم إلاّ الرّقن
اشتقت لسمّكم فاسقوني
بالشرب أو جهّزوا الإبرة للحقن
أرجوكم سادتي
ارحموني من العفن
فقد متُّ منذ زمن
متُّ منذ قرن
و لم يصدر لي بعد
تصريحٌ بالدّفن