نشيد النّسيان
بين يديكِ نسيتُ العالم
و طلبتُ من العالم نسياني
لأصل لشطّكِ، فتحتُ شراعي
و هاجمتُ بحور الأحزان
لأعيش بقربكِ، توسّلتُ لحتفي
و لبستُ جميل الأكفان
أفصحتُ عن حبّي، فلم تفهمي
سكتُّ فبلغتكِ معاني
أدبرتِ فولّى عنّي زماني
أقبلتِ فتفاخرتُ بين أقراني
أنتِ مصدر فخري
و عين حنوّي و حناني
لأجلكِ صاحبتُ عدوّي
و هجرتُ الصحب و خلاّني
معكِ تنكّرتُ لبلدي
و تركتُ دياري و مكاني
فطردني أهلي، نكروني
ثمّ طلبوا رأس الخوّان
فصلوا لي رأسي عن جسدي
أصبحتُ كنصف الإنسان
فماتَ الرّأس مع الجسد
و انطمس الكلّ بنكران
إلاّ فؤادي أبى الموت
و غنّى في حبّكِ ألحاني
طلب لي الخلود بلا أملٍ
في حبّكِ خلد و وصّاني
أن أصبح فرساً أو خيلاً
و أزيح لجامي و عناني
أن أطلق بوقاً و أصيح
و أخبر القاصي و الدّاني
فقومي سمعوا ما فهموا
شتّان القوم و شتّاني
فما من غيري يعرفكِ
و يمنحكِ جميل العرفان
فاليوم لقلبكِ، أطلبه
و أطلب سكني و أماني
و أحمد العزيز و أشكره
إذ بحبّي لقلبكِ حباني
و أعوذ بالله لي و لكِ
من شرّ شرور الشيطان