حذاء منتظر

يا عرب فيم انتظاركم؟
حتى منتظر ألقى الحذاء

أ تنتظرون أن تمطر كرامةً؟
و هل تأتي الكرامة من السماء؟

تذكروا إن كنتم تومنون
كيف أجدادنا قاوموا بإباء
كيف بنوا صروحاً و حضاراتٍ
شيّدوا المآذن و زرعوا الخلاء
كيف وقفوا لعدوّنا، أخرسوه
كيف تصدّوا للظّلم و البغاء
صانوا كرامتهم و شرفهم
تلك و الله شيم الشّرفاء
تركوا لنا إرثا زاهراً
ضيعنا إرثهم و أبقينا الهباء

أيا عربي : أ و تريد القرب
من عجم الغرب؟ تفيهم الولاء
درست في الجامعات أن الغرب أعلم
بالأمور فتبعته و تصرفت بذكاء
ويحك ضيعت الدين و الدنيا
و انقلب ذكاؤك أشدّ من الغباء

أين ذهبت فطنتك يا ابن العرب؟
أين شيوخ العرب أين العلماء؟

أين أنت يا جابر الحساب؟
أين عمرو أمير الدهاء؟
أين عنترة أبو الفوارس؟
أين المتنبي محير الشعراء؟
أين ابن رشد أمير الفلاسفة؟
أين الرازي نقيب الأطباء؟

غفلنا عن سيرة سابقينا
غفلنا عن أمجاد هؤلاء
نسينا أو أُنسينا مجدنا
أُنسينا أجدادنا العظماء

فاليوم الذّل يغلّف يومنا
و في اللّيل يبيتنا مع الأذلّاء
استبيحت مدننا و عواصمنا
القدس الشّريف و بغداد العلياء

فوالله لولا نبني نهضةً
لنكوننّ مضغةً في فم الغوغاء

لكنّ رجال العرب ما انقرضوا
فالحمد لفاطر الأرض و السماء
ففينا من لهمّ الأمّة
حمل في السّراء و الضّراء
و فينا قابض على الجمر
في زمن حلا فيه الرّياء

فقاوموا يا أشاوس العرب
فالكل اليوم لمنتظرٍ فداء
ارم يا منتظر فما شئت برميتك
بل الواحد القهّار بها شاء
أن يوقظ بها شباب العرب
من سباتٍ طويل الأرجاء

فالمجد لك يا منتظر
و المجد كذلك للحذاء