حسناء و القلم
أحسَنَ حُسْنُكِ يا حسناء فأحسني
قولاً، إنّ قلمي من حُسْنِكِ ابتسم
ترجّلي عن فرسكِ الآن فإنّني
من ركوب فرسكِ فقدت مداد القلم
و مَنْ دون قلمي واصفٌ لحُسْنِكِ و مَنْ
دون قيثاري يعزف لك أحلى نغم
إن نظرتِ في المرآة فلا تعجبي
فالعجب بادٍ و على محيّا المرآة ارتسم
وصفكِ قلمي للنّاس فما صدّقوا
فأقسم لهم قلمي ألف قسمٍ و قسم
قال القوم قلمكَ اليوم خادعنا
كاذبٌ، و أقسموا على كسر القلم
تربّصوا به، بكلماته، بحروفه
دافعت عن قلمي من رأسي حتى أخمص القدم
أتوه، ضيّعوا أشعاره سدًى فما
فتئ القلم أن رصّ أشعاره و انتقم
قال ماذا أقول الآن في حُسْنِها
هو من مواضيع شعري الموضوع الأهمّ
فما بال الطاووس إذ رأى طرفها
أدبر الطاووس، جمع زينته و احتشم
و ما بال قلبٍ إذ كان بقربها
فمن فرط سحرها شجّ القلب و انقسم
و ما بال صاحبٍ كان منها قريباً
فبعد الفراق انكوى بنار الندم
و ما بال إخوةٍ حنّوا لوصلها
فبعد أُخُوَّةٍ بينهم صراعٌ احتدم
و ما بال قلمي بات واصفا لها
فلمّا أفضى من وصفها اكتفى و انعدم
فداكِ يا حسناء شعري و قصيدتي
و فداكِ مدادي و ألف قلمٍ و قلم