كذبتي الأخيرة
يا خير من كَذَبَتْ عليّ في الهوى
كفاكِ كذباً فآهاتي كثيرة
صدّقتكِ و تبعتكِ أيّاماً و أيّاماً
أتعبتني أيّامكِ و أتعبتني المسيرة
احتار قلبي بين كرهكِ و كرهكِ
فبماذا اليوم أنتِ عليّ مشيرة
كوني وفيّة لذكراكِ و اذكري
ذكرانا بخيرٍ فلستِ بشرّيرة
الشرّ في الدّنيا و ليس في كلينا
و لا في ذكرياتنا الحلوة و المريرة
لا ذنب لنا، فالذّنب للأيّام
و ليس لي أو لكِ أيّة جريرة
فتمهّلي في القول و لا تسرفي
و لِنَقْعِ غضبي لا تكوني مثيرة
فغضبي كبحرٍ لا يُطال آخره
و كسماءٍ في ليلة صيفٍ مطيرة
أدارتِ الأيّام ظهرها لنا فإذا
بكِ لظهركِ بمعيّة الأيّام مديرة
فليت أملي فيكِ يحيى اليوم و ليت
طريقي إليكِ اليوم يفتح لأسيره
يا من كان قلبكِ بالأمس سندسي
و كان حبّكِ خيراً من الفرش الوثيرة
اليوم قسا حجر قلبكِ كأنّما
هو أدنى من صخور الجبّ الحقيرة
كَذَبْتِ و الله و نسيتِ أنّه
من المعلوم أنّ حبال الكذب قصيرة
فكفاكِ ما كَذَبْتِ قد حان دوري
فاتركيني اليوم أكذب كذبتي الأخيرة