أيّها النّادل
أيّها النّادل
أحضر لي قهوةً في فنجان
أضف عليها بعض الحبّ
و ملعقة حنان
زن لي قيراط مودّةٍ
و استوف الميزان
أحضر كلّ ذاك و ذكّرني
بشوقي لمقهى الجيران
ثمّ تعال نحك و نتذكّر
أحاديث أيّام زمان
أيّها النّادل
اشتقتُ لحديثكَ المجامل
عن الجميلة الشّقراء
صاحبة الجدائل
ذات العيون البحريّة
و الخلق الكامل
ذكّرني يوم رَحَلَتْ
و ذَهَبَتْ لتقاتل
جَعَلَتْ من أصابعها بنادق
و من عيونها قنابل
ذكّرني يوم جاء خبرها
إذ ماتتْ من دون طائل
أ تذكر كيف رثتها
في حيّنا كلّ الفصائل
ذكّرني ثمّ ذكّرني
و من الذّكرى لا تحرمني
رجاءًا سيّدي الفاضل
أيّها النّادل
اجلس و لا تخف
فالنّحس قد انصرف
و قاتل الفتاة أُمسك
و بذنبه قد اعترف
بكى نهرين ندمًا
على ذنبه اللّذي اقترف
أقرّ, قد غرّر به
و لأشنع الجرائم انجرف
فاليوم ذكّرني بذات الجدائل
الشّاعرة صانعة الخزف
اليوم أعلن حبّها
أعلن وعد قلبي لها
و قلبي لوعدها ما خلف
فقم أيّها النّادل
و اسق على حسابي
زوّار مقهى الشّرف