كأس الحنظل
داليدا راحت
و استراحت
ذهبتإلى مملكة الأحزان
و لعرش الأحزان أطاحت
أرسلت آلاف الورود
الحمراء
و البيضاء
و السوداء
و بعد حين
رائحة الزهور انتشرت
و فاحت
غطت شاطئنا برمل ناعم
و للصخور أزاحت
داليدا غنت من الأغاني خمسا
ثم صعدت إلى السماء
و صارت شمسا
أنارت حقول قريتي
و دمرت في قريتي
مقبرة
قصرا
و حبسا
بدأنا عصرا بعد داليدا
بدأنا عصرا جديدا
بدأنا عصرا صامتا
غبيا
بليدا
حاولت قبل ذهابك أن أفسر قولي
لكنني اليوم
لن أفسر
لن أقول
و لن أزيدا
سأجلس مكاني أراجع صورك الملونة
سأنتظر عودتك مع كل جرس كنيسة
و مع كل أذان
في كل مئذنة
سأسكن دار كل لاجئ
هجر أغانيك
و هجر مسكنه
فأنا حنظلة
ذو الثياب الرثة المهلهلة
و الوجه المفقود
و اليد المكبلة
أنا كل قارئ
يقتحم قصيدة
و يزج بعنقه تحت حد المقصلة
فعودي
فلذهابك لا أقبل
فقد اعتدت أن أظلم في كل الدنيا
و أكون معك فتاك المدلل
عودي، فلعودتك أتعجل
أتوسل
عودي
و لو أني أعرف أنك لن تعودي
و لن يكون نصيبي منك
إلا كأس الحنظل