خطٌ أحمر
ألهميني
فقد جفّ ينبوع شعري
و ماء كلماتي تبخّر
قالت : "سامحني، فلست أختاً لشِعركَ
أنا و شِعركَ شيئان
إن لم نكن أكثر"
قُلْتُ نهركِ عذبٌ و بي عطشٌ
لكنّ الشّرب من نهركِ تعذر
سألتِ ماذا أفعل إن صفحتِ عنّي
قُلْتُ صفحكِ غالٍ، بل بالماس يقدّر
سألتِ عن حبّي لك و عن كمّه
قلت هو ككمّ اليمّ إن لم يكن أكبر
سألتِ عن شِعري
قلت يبس شِعري دونكِ
ثمّ رآكِ شِعري فأقطر
قلتِ بُعْدُ قلبينا يسبق لقاهما
قُلْتُ لا بل قلبانا باللقاء أجدر
غيّرتِ مواعيدكِ من يومٍ لشهرٍ
حتى أنّ حنقي لسيف الوقت أشهر
فاقطعي حبل وقتك و اجزمي موعدي
و داوي حنقي و أوف موعدنا المقرّر
أعلنت حرباً على بُعدكِ مفتوحةً
لكن بيان حربي على بُعدكِ لم يُنْشَرْ
انتظرتُ مجيئك بفارغ صبرٍ
فانقضى صبري حتّى أن صبري لم يصبر
دونكِ حقولي صحاري مقفرةٌ
و معكِ رمال الصحراء عشبٌ أخضر
سألني اللقلاق لمَ لمْ ألحقكِ قُلْتُ
لحقتُكِ لكنّي إلى وصلكِ لمْ أقدِر
بحثت عنكِ عند عدوّي و صديقي
و لمْ أجدكِ كشيءٍ كان فتبخّر
فاحضري إلى فضائي فقد عجزتُ
أن أسبقك إلى فضائكِ فأحضَرْ
تعبت من التّجوال بين حضوركِ و ذهابكِ
فاختاري
فبين حضوركِ و ذهابكِ خطٌّ أحمر