حديث الدّموع

أطلبي من عينيكِ أن تتأدّب
أطلبي منهما نزع السّلاح
فقلبي بدموع عينيك يتعذّب
و يتجرّع مرّ عينيكِ المِلاح

حاولتُ من دموعكِ أن أتقرّب
حاولتُ أن أستكين أن أرتاح
حيلتي على حيلكِ لم تتغلّب
و دمعكِ لحدود قلبي اجتاح

فكيف أُمْنَعُ؟
كيف أُستباح؟

كيف أفتح قلبي؟
أين المفتاح؟

كيف أبلغ السّماء؟
قد كسرتِ الجناح!

لِمَ لَمْ تسامحيني؟
قد طلبتُ السّماح

لِمَ تحتجزينني؟
و قد قاومتُ سجّانكِ
و طلبتُ السّراح

فهل عذابكِ ممنوعٌ؟
هل عذابكِ مباح؟

هل دفعتني إلى حربكِ؟
أم اكتفيتِ بالصّياح؟

هل سألتني عن أحزاني؟
أم اكتفيتِ بالأتراح؟

هل سمعتِ صوت قلبي؟
أم ظننتِه نباح؟

هل ملأ مرّكِ قدحي؟
أم استدرتِ مع الأقداح؟

فهلاّ سمعتِ نبض قلبي؟
هلاّ كففتِ عن النّواح؟

هلاّ شاركتني ليلتي؟
و إن نسيتِ في الصباح!