زيارةٌ خاصّة
أتيتُ لأزور أمّي
و تركتُ أشعاري في البيت
زرتُ بلداناً و دولاً
سافرتُ، جلتُ و رأيت
قابلتُ أعداءًا و أصحاباً
ثم لحضن أمّي لقيت
أمسكتُ ورقةً و قلماً
و سألتُ أمّي : "مَنْ أنا؟
مِنْ أين أتيت؟"
قالتْ : "أنتَ طفلٌ
في حضني تربّيت
لكنّكَ صرتَ مارداً
و على سنينك جنيت
طلبتُ منك أن تهون
لكنّك للمهانة أبيت
قلبي يخشى عليكَ ولدي
لكنّكَ لخشية قلبي خشيت
بحثتُ عنكَ بين الصغار
لكنّكَ من درب الصغار اختفيت
فأتاني صوتكَ مِنْ أعلى الدّرج
فوجدتُكَني مِنْ أعلى الدّرج ناديت
حضنتكَ و منحتكَ وسام حبّي
لكنّكَ بوسامي و حضني ما اكتفيت
تأمّلتكَ فوجدتكَ أعزّ ولدي
لكنّي لفرقة أولادي ما ارتضيت
فوضعتكم صفًّا فوق الدّرج
ثمّ في حبكم أنشدتُ و غنّيت"
قلت : "أمّي، أتيتكِ شاكراً
جواب سؤالٍ عليكِ ألقيت
فاليوم أعرف قدر نفسي
و قدري عندكِ و ما سويت
فاعلمي أنّ روحي فداكِ
و لكِ ما كسبتُ و ما بنيت
و في سبيلك هان كلّ عذابٍ
و لأجلكِ استصغرتُ ما عانيت
فوالله لولا رضاكِ عنّي
لما كنتُ، لما عليت، لما سميت
و لولا تزيين طيفكِ لأيّامي
لكنتُ لصفحاتِ أيّامي طويت
فوالله لولا قبلتي ليدكِ أمّي
لما عدتُ، لما رجعتُ و ما أتيت